بناء جسور التواصل في فريق عن بُعد

كيف استخدمَت إحدى القائدات أداة The Fearless Organization Scan لتعزيز الروابط وبناء ثقافة قائمة على الأمان النفسي – دراسة حالة أعدّتها جاسمين ليو، أول ممارِسة معتمدة لأداة The Fearless Organization في سنغافورة.

فريق يفرقه البعد ويبحث عن الترابط

واجه فريق دعم الحسابات في شركة أوروبية متعددة الجنسيات تحديات فريدة. فبينما يتمركز عمله في آسيا، كان أفراده العشرة موزعين في مناطق مختلفة من الصين، وقائد الفريق يعمل من سنغافورة. انضم عدد من الأعضاء خلال جائحة كورونا، وهي فترة كان العمل الافتراضي فيها الخيار الوحيد، ما جعل الروابط الشخصية ضعيفة، بل إن بعضهم لم يلتقِ وجهًا لوجه من قبل.

إدراكًا لهذه الفجوة، بادرت قائدة الفريق بتنظيم ورشة عمل افتراضية بعنوان "بناء الأمان النفسي في الفريق". كانت الخطوة الأولى أن يشارك جميع الأعضاء في أداة The Fearless Organization Scan، التي قدمت صورة دقيقة عن مستوى الأمان النفسي للفريق عبر أربعة أبعاد رئيسية: الشمول والتنوع، الاستعداد للمساعدة، الموقف من المخاطر والأخطاء، والانفتاح في الحوار.


إطار واضح للتغيير

شكّلت نتائج الأداة الأساس لحوار صريح ومنفتح بين أعضاء الفريق. اجتمع الجميع لمراجعة النتائج ووضع خطط عمل ملموسة ضمن كل بُعد من الأبعاد الأربعة، حيث أتيح لكل فرد أن يعبّر عن صوته ورؤيته.

لم يكتفِ الفريق بالاعتماد على القائدة لإيجاد الحلول، بل أدرك أن تعزيز الأمان النفسي مسؤولية جماعية. فكر كل عضو في ما يحتاجه ليشعر بالأمان والدعم، وفي ما يمكنه تقديمه لتهيئة بيئة مماثلة للآخرين.

من خلال العمل المشترك على تحديد القواعد والسلوكيات الواضحة، التزم الفريق بخطوات عملية لبناء ثقافة يُسمع فيها الجميع، يمكن فيها المجازفة دون خوف، وتُعتبر الأخطاء فرصًا للتعلم والنمو.

تقدّم ملموس خلال عشرة أشهر فقط

بعد مرور عشرة أشهر على بدء العمل، أصبحت التحولات داخل الفريق واضحة للعيان. فبفضل المتابعة المستمرة للخطط المتفق عليها، وتعزيز التواصل الصريح، بدأ الأعضاء يعبّرون عن آرائهم بثقة أكبر، ويطلبون الدعم عند الحاجة دون تردد.

لاحظت قائدة الفريق تحسّنًا واضحًا في مستوى التعاون وروح المبادرة، إلى جانب ارتفاع في جودة النقاشات خلال الاجتماعات الافتراضية. كما أظهر الفريق قدرة أكبر على التعامل مع التحديات والمخاطر بطريقة بنّاءة، إذ باتت الثقة المتبادلة والشعور بالانتماء أكثر حضورًا في ثقافتهم اليومية.

هذا التقدّم الملموس خلال فترة قصيرة يؤكد أن بناء الأمان النفسي ممكن حتى في الفرق الموزعة جغرافيًا، عندما يُقاس بوضوح ويُدار بوعي جماعي.

Eventbrite Header

التركيز على الاستدامة في بناء الأمان النفسي

مع ذلك، أظهر أحد المحاور تراجعًا ملحوظًا: انخفض بُعد “الموقف من المخاطر والفشل” من 90 إلى 75. وقد شكّل هذا التراجع محور الجلسة التالية بعنوان «من بناء الأمان النفسي إلى استدامته داخل الفريق».

خلال الجلسة، شارك أعضاء الفريق في تمارين ثنائية، تأملوا فيها أسئلة مثل:

  • ما الذي يجعلك تشعر أن الأخطاء قد تُحسب ضدك؟

  • كيف يمكننا دعم بعضنا البعض عندما تحدث الأخطاء؟

  • ما الذي يمكننا فعله كفريق لخلق مساحة آمنة لمشاركة المخاطر والإخفاقات؟

من خلال هذه الحوارات الصريحة والمنفتحة، أدرك الفريق أهمية تطبيع الحديث عن الفشل باعتباره طريقًا للتعلّم. وبالتعاون، وضعوا مجموعة من القواعد والسلوكيات المشتركة لتوجيه طريقة التعامل مع المواقف التي تُشارك فيها الأخطاء، بحيث تُقابل بالفضول والدعم بدلًا من الحكم أو اللوم.

فريق تحوّل بفضل الأمان النفسي

أظهرت نتائج التقييم الثاني التقدّم الذي أحرزه الفريق، ولكن الأهم من ذلك أن العملية أبرزت الطبيعة المستمرة لبناء الأمان النفسي. فالأمر ليس حول الكمال، بل حول جهد جماعي متواصل وثابت.

تبنّى الفريق مسؤوليتهم المشتركة لخلق بيئة داعمة ومنفتحة. واعترفوا بأن الانتكاسات — مثل الانخفاض في بُعد الموقف من المخاطر والفشل — هي فرص للتعلّم والتكيف.

كقائدة ميسّرة، كان دوري توفير مساحة آمنة لهذه الحوارات المهمة، حيث يمكن لأعضاء الفريق المجازفة بشكل شخصي، ومناقشة المواضيع الحساسة، والتعاون على إيجاد الحلول. وبعملهم معًا، حولوا الأمان النفسي من مجرد مفهوم إلى ممارسة يومية، مما وضع أساسًا لثقافة فريق عالية الأداء ومرنة.

دراسة حالة أعدّتها جاسمين ليو من Breakthrough Catalyst.

هل فريقك مستعد لبناء ثقافة قائمة على الأمان النفسي؟

توفّر أداة The Fearless Organization Scan طريقة منظمة وآمنة لتقييم الأمان النفسي في فريقك وتحديد خطوات عملية للتحسين.

اختبر الأمان النفسي في فريقك

هل ألهمتك هذه القصة؟

استكشف المزيد من قصص نجاح الفرق لتعرف كيف تقوم المؤسسات حول العالم بخلق فرق أكثر أمانًا، وتعاونًا، وأداءً عاليًا.

اكتشف المزيد من قصص النجاح